فصل: من أقوال المفسرين في قوله تعالى: {وما تنفقوا من شيء فإن الله به عليم}:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



ألا ترى أبا طلحة حين سمع {لَن تَنَالُواْ البر حتى تُنْفِقُواْ} الآية، لم يحتج أن يقف حتى يرد البيان الذي يريد الله أن ينفق منه عبادُه بآية أخرى أو سنة مبيِّنة لذلك فإنهم يحبون أشياء كثيرة.
وكذلك فعل زيد بن حارثة.
عَمِد مما يحب إلى فرس يقال له سَبَل وقال: اللهم أنك تعلم أنه ليس لي مال أحب إليّ من فرسي هذه؛ فجاء بها (إلى) النبي صلى الله عليه وسلم فقال: هذا في سبيل الله.
فقال لأسامة بن زيد «اقبضه».
فكأنّ زيدًا وجد من ذلك في نفسه.
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن الله قد قبلها منك» ذكره أسد بن موسى.
وأعتق ابن عمر نافعًا مولاه، وكان أعطاه فيه عبد الله بن جعفر ألف دينار.
قالت صفية بنت أبي عبيد: أظنه تأوّل قول الله عز وجل: {لَن تَنَالُواْ البر حتى تُنْفِقُواْ مِمَّا تُحِبُّونَ}.
وروى شِبل عن ابن أبي نَجيح عن مجاهد قال: كتب عمر بن الخطاب إلى أبي موسى الأشعري أن يبتاع له جارية من سَبْي جَلُولاء يوم فتح مدائنِ كسْرَى؛ فقال سعد بن أبي وقاص، فدعا بها عمر فأعجبته، فقال إن الله عز وجل يقول: {لَن تَنَالُواْ البر حتى تُنْفِقُواْ مِمَّا تُحِبُّونَ} فأعتقها عمر رضي الله عنه.
وروي عن الثوري أنه بلغه أن أمّ ولد الرّبيع بن خَيْثم قالت: كان إذا جاءه السائل يقول لي: يا فلانة أعطي السائل سكرًا، فإن الربيع يحب السكر.
قال سفيان: يتأوّل قوله جلّ وعز: {لَن تَنَالُواْ البر حتى تُنْفِقُواْ مِمَّا تُحِبُّونَ}.
وروي عن عمر بن عبد العزيز أنه كان يشتري أعدالًا من سكر ويتصدّق بها.
فقيل له: هلا تصدّقت بقيمتها؟ فقال: لأن السكر أحب إليّ فأردت أن أنفق مما أحبّ.
وقال الحسن: إنكم لن تنالوا ما تحبون إلا بترك ما تشتهون، ولا تُدركوا ما تأمّلون إلا بالصبر على ما تكرهون. اهـ.

.قال الفخر:

وهاهنا بحث وهو: أن لقائل أن يقول كلمة {حتى} لانتهاء الغاية فقوله: {لَن تَنَالُواْ البر حتى تُنفِقُواْ مِمَّا تُحِبُّونَ} يقتضي أن من أنفق مما أحب فقد نال البر ومن نال البر دخل تحت الآيات الدالة على عظم الثواب للأبرار، فهذا يقتضي أن من أنفق ما أحب وصل إلى الثواب العظيم وإن لم يأت بسائر الطاعات، وهو باطل، وجواب هذا الإشكال: أن الإنسأن لا يمكنه أن ينفق محبوبه إلا إذا توسل بإنفاق ذلك المحبوب إلى وجدان محبوب أشرف من الأول، فعلى هذا الإنسأن لا يمكنه أن ينفق الدنيا في الدنيا إلا إذا تيقن سعادة الآخرة، ولا يمكنه أن يعترف بسعادة الآخرة إلا إذا أقر بوجود الصانع العالم القادر، وأقر بأنه يجب عليه الانقياد لتكاليفه وأوامره ونواهيه، فإذا تأملت علمت أن الإنسأن لا يمكنه إنفاق الدنيا في الدنيا إلا إذا كان مستجمعًا لجميع الخصال المحمودة في الدنيا. اهـ.
فصل:
قال الفخر:
كان السلف إذا أحبوا شيئًا جعلوه لله، روي أنه لما نزلت هذه الآية قال أبو طلحة: يا رسول الله لي حائط بالمدينة وهو أحب أموالي إليّ أفأتصدق به؟ فقال عليه السلام: «بخ بخ ذاك مال رابح، وإني أرى أن تجعلها في الأقربين» فقال أبو طلحة: أفعل يا رسول الله، فقسمها في أقاربه، ويروى أنه جعلها بين حسّان بن ثابت وأُبي بن كعب رضي الله عنهما، وروي أن زيد بن حارثة رضي الله عنه جاء عند نزول هذه الآية بفرس له كان يحبه وجعله في سبيل الله، فحمل عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم أسامة، فوجد زيد في نفسه فقال عليه السلام: «إن الله قد قبلها» واشترى ابن عمر جارية أعجبته فأعتقها فقيل له: لم أعتقتها ولم تصب منها؟ فقال: {لَن تَنَالُواْ البر حتى تُنفِقُواْ مِمَّا تُحِبُّونَ}. اهـ.
فصل:
قال الفخر:
للمفسرين في تفسير البر قولان:
أحدهما: ما به يصيرون أبرارًا حتى يدخلوا في قوله: {إِنَّ الأبرار لَفِى نَعِيمٍ} فيكون المراد بالبر ما يحصل منهم من الأعمال المقبولة.
والثاني: الثواب والجنة فكأنه قال: لن تنالوا هذه المنزلة إلا بالانفاق على هذا الوجه.
أما القائلون بالقول الأول، فمنهم من قال: {البر} هو التقوى واحتج بقوله: {ولكن البر مَنْ ءامَنَ بالله} إلى قوله: {أولئك الذين صَدَقُوا وأولئك هُمُ المتقون} [البقرة: 177] وقال أبو ذر: إن البر هو الخير، وهو قريب مما تقدم.
وأما الذين قالوا: البر هو الجنة فمنهم من قال: {لَن تَنَالُواْ البر} أي لن تنالوا ثواب البر، ومنهم من قال: المراد بر الله أولياءه وإكرامه إياهم وتفضله عليهم، وهو من قول الناس: برني فلان بكذا، وبر فلأن لا ينقطع عني، وقال تعالى: {لاَّ ينهاكم الله عَنِ الذين لَمْ يقاتلوكم في الدين} إلى قول: {أَن تَبَرُّوهُمْ} [الممتحنة: 8]. اهـ.
فصل:
قال الفخر:
اختلف المفسرون في قوله: {مِمَّا تُحِبُّونَ} منهم من قال: أنه نفس المال، قال تعالى: {وَإِنَّهُ لِحُبّ الخير لَشَدِيدٌ} [العاديات: 8] ومنهم من قال: أن تكون الهبة رفيعة جيدة، قال تعالى: {وَلاَ تَيَمَّمُواْ الخبيث مِنْهُ تُنفِقُونَ} [البقرة: 267] ومنهم من قال: ما يكون محتاجًا إليه قال تعالى: {وَيُطْعِمُونَ الطعام على حُبّهِ مِسْكِينًا} [الإنسان: 8] أحد تفاسير الحب في هذه الآية على حاجتهم إليه، وقال: {وَيُؤْثِرُونَ على أَنفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ} [الحشر: 9] وقال عليه السلام: «أفضل الصدقة ما تصدقت به وأنت صحيح شحيح تأمل العيش وتخشى الفقر» والأولى أن يقال: كل ذلك معتبر في باب الفضل وكثرة الثواب. اهـ.
فصل:
قال الفخر:
اختلف المفسرون في أن هذا الإنفاق، هل هو الزكاة أو غيرها؟
قال ابن عباس: أراد به الزكاة، يعني حتى تخرجوا زكاة أموالكم، وقال الحسن: كل شيء أنفقه المسلم من ماله طلب به وجه الله فإنه من الذين عنى الله سبحانه بقوله: {لَن تَنَالُواْ البر حتى تُنفِقُواْ مِمَّا تُحِبُّونَ} حتى التمرة، والقاضي اختار القول الأول، واحتج عليه بأن هذا الإنفاق، وقف الله عليه كون المكلف من الأبرار، والفوز بالجنة، بحيث لو لم يوجد هذا الإنفاق، لم يصر العبد بهذه المنزلة، وما ذاك إلا الإنفاق الواجب، وأقول: لو خصصنا الآية بغير الزكاة لكان أولى لأن الآية مخصوصة بإيتاء الأحب، والزكاة الواجبة ليس فيها إيتاء الأحب، فإنه لا يجب على المزكي أن يخرج أشرف أمواله وأكرمها، بل الصحيح أن هذه الآية مخصوصة بإيتاء المال على سبيل الندب. اهـ.
فصل:
قال الفخر:
قال بعضهم كلمة {مِنْ} في قوله: {مِمَّا تُحِبُّونَ} للتبعيض، وقرأ عبد الله {حتى تُنفِقُواْ بَعْضِ مَا تُحِبُّونَ} وفيه إشارة إلى أن إنفاق الكل لا يجوز ثم قال: {والذين إِذَا أَنفَقُواْ لَمْ يُسْرِفُواْ وَلَمْ يَقْتُرُواْ وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قَوَامًا} [الفرقان: 67] وقال آخرون: إنها للتبيين. اهـ.

.من أقوال المفسرين في قوله تعالى: {وما تنفقوا من شيء فإن الله به عليم}:

.قال الفخر:

وأما قوله: {وما تنفقوا من شيء فإن الله به عليم}.
ففيه سؤال:
وهو أن يقال: قيل فإن الله به عليم على جهة جواب الشرط مع أن الله تعالى يعلمه على كل حال.
والجواب: من وجهين:
الأول: أن فيه معنى الجزاء تقديره: وما تنفقوا من شيء فإن الله به يجازيكم قل أم كثر، لأنه عليم به لا يخفى عليه شيء منه، فجعل كونه عالمًا بذلك الإنفاق كناية عن إعطاء الثواب، والتعريض في مثل هذا الموضع يكون أبلغ من التصريح.
والثاني: أنه تعالى يعلم الوجه الذي لأجله يفعلونه ويعلم أن الداعي إليه أهو الإخلاص أم الرياء ويعلم أنكم تنفقون الأحب الأجود، أم الأخس الأرذل.
واعلم أن نظير هذه الآية قوله: {وَمَا تَفْعَلُواْ مِنْ خَيْرٍ يَعْلَمْهُ الله} وقوله: {وَمَا أَنفَقْتُم مّن نَّفَقَةٍ أَوْ نَذَرْتُم مّن نَّذْرٍ فَإِنَّ الله يَعْلَمُهُ} [البقرة: 270] قال صاحب الكشاف {مِنْ} في قوله: {مِن شَئ} لتبيين ما ينفقونه أي من شيء كان طيبًا تحبونه أو خبيثًا تكرهونه فإن الله به عليم يجازيكم على قدره. اهـ.

.قال ابن عادل:

النيل: إدراك الشيء ولحوقه.
وقيل: هو العطية.
وقيل: هو تناول الشيء باليد، يقال: نِلْتُه، أناله، نَيْلًا، قال تعالى: {وَلاَ يَنَالُونَ مِنْ عَدُوٍّ نَّيْلا} [التوبة: 120].
وأما النول- بالواو- فمعناه التناول، يقال: نِلتُه، أنوله، أي تناولته، وأنلْته زيدًا، وأنوله إياه، أي ناولته إياه، كقولك: عطوته، أعطوه، بمعنى: تناولته، وأعطيته إياه- إذا ناولته إياه.
قوله: {حتى تنفقوا} بمعنى إلى أن، ومِن في {مما تحبون} تبعيضية يدل عليه قراءة عبد الله: بعض ما تحبون.
قال شهاب الدين: وهذه- عندي- ليست قراءة، بل تفسير معنى.
وقال آخرون: إنها للتبيين.
وجوز أبو البقاء ذلك فقال: أو نكرة موصوفة ولا تكون مصدرية؛ لأن المحبة لا تتفق، فإن جعلت المحبة بمعنى: المفعول، جاز على رأي أبي علي يعني يَبْقى التقدير: من الشيء المحبوب، وهذان الوجهان ضعيفان والأول أضعف. اهـ.

.قال ابن عاشور:

{لَن تَنَالُواْ البر حتى تُنفِقُواْ مِمَّا تُحِبُّونَ}.
اسئناف وقع معتَرَضًا بين جملة {إن الذين كفروا وماتوا وهم كفّار} [آل عمران: 91] الآية، وبين جملة {كُلّ الطعام كانَ حِلاّ لبني إسرائيل} [آل عمران: 93].
وافتتاح الكلام ببيان بعض وسائل البرّ إيذَان بأنّ شرائع الإسلام تدور على مِحْور البرّ، وأنّ البرّ معنى نفساني عظيم لا يخرِم حقيقته إلاّ ما يفضى إلى نقض أصل من أصول الاستقامة النَّفسانيّة.
فالمقصود من هذه الآيَة أمران: أوّلهما التَّحريض على الإنفاق والتّنويه بأنه من البرّ، وثانيهما التنويه بالبرّ الَّذِي الإنفاق خصلة من خصاله.
ومناسبة موقع هذه الآية تِلْو سابقتها أنّ الآية السّابقة لمّا بينت أنّ الّذين كفروا لن يقبل من أحدهم أعظم ما ينفقه، بيّنت هذه الآية ما ينفع أهل الإيمان من بذل المال، وأنّه يبلغ بصاحبه إلى مرتبة البرّ، فبيْن الطرفيْن مراتب كثيرة قد علمها الفطناء من هذه المقابلة.
والخطاب للمؤمنين لأنَّهم المقصود من كُلّ خطاب لم يتقدّم قبله ما يعيِّن المقصود منه.
والبرّ كمال الخير وشموله في نوعه: إذ الخير قد يعظم بالكيفية، وبالكميّة، وبهما معًا، فبذل النَّفس في نصر الدّين يعظم بالكيفية في ملاقاة العدوّ الكثير بالعدد القليل، وكذلك إنقاذ الغريق في حالة هوْل البحر، ولا يتصوّر في مثل ذلك تعدّد، وإطعام الجائع يعظم بالتعدّد، والإنفاق يعظم بالأمرين جميعًا، والجزاء على فعل الخير إذا بلغ كمال الجزاء وشموله كان برًّا أيضا.
وروَى النَّوَّاسُ بن سِمْعان عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «البرُّ حُسْن الخُلُق والإثم ما حاك في النفْس وكَرهتَ أن يَطَّلع عليه الناس» رواه مسلم.
ومُقابَلَة البرّ بالإثم تدلّ على أنّ البرّ ضدّ الإثم.
وتقدّم عند قوله تعالى: {ليس البرّ أن تولّوا وجوهكم قِبل المَشرق والمغرب} [البقرة: 177].
وقد جعل الإنفاق من نفس المال المُحَبّ غاية لانتفاء نوال البرّ، ومقتضى الغاية أنّ نوال البرّ لا يحصل بدونها، وهو مشعر بأنّ قبْل الإنفاق مسافاتتٍ معنوية في الطريق الموصلة إلى البرّ، وتلك هي خصال البرّ كلّها بقيتْ غير مسلوكة، وأنّ البرّ لا يحصل إلاّ بنِهايتها وهو الإنفاق من المحبوب، فظهر لـ {حتّى} هنا موقع من البلاغة لا يخلفها فيه غيرها: لأنَّه لو قيل إلاّ أن تنفقوا مِمَّا تحبّون، لتوهمّ السامع أنّ الإنفاق من المحَبِّ وحده يوجب نَوال البِرّ، وفاتت الدلالة على المسافات والدرجات الَّتي أشعرت بها {حتَّى} الغائية.
و{تنالوا} مشتقّ من النوال وهو التّحصيل على الشيء المعطي.
والتّعريف في البِرّ تعريف الجنس: لأنّ هذا الجنس مركّب من أفعال كثيرة منها الإنفاق المخصوص، فبدونه لا تتحقَّق هذه الحقيقة.
والإنفاق: إعطاء المال والقوتتِ والكسوة.
وما صدقُ ما في قوله: {مما تحبون} المال: أي المال النَّفيس العزيز على النَّفس، وسوّغ هذا الإبهام هنا وجود تنفقوا إذ الإنفاق لا يطلق على غير بذل المال فمن للتبعيض لا غير، ومن جوّز أن تكون من للتبيين فقد سها لأنّ التبيينية لابد أن تُسبق بلفظ مبهم.
والمال المحبوب يختلف باختلاف أحوال المتصدّقين، ورغباتهم، وسعة ثرواتهم، والإنفاقُ منه أي التّصدق دليل على سخاءٍ لوجه الله تعالى، وفي ذلك تزكية للنّفس من بقية ما فيها من الشحّ، قال تعالى: {ومن يوق شحّ نفسه فأولئك هم المفلحون} [الحشر: 9] وفي ذلك صلاح عظيم للأمّة إذ تجود أغنيَاؤها على فقرائها بما تطمح إليه نفوسهم من نفائس الأموال فتشتدّ بذلك أواصر الأخوّة، ويهنأ عيش الجميع.
وقد بيَّن الله خصال البِرّ في قوله: {ولكن البر من آمن بالله واليوم الآخر والملائكة والكتاب والنَّبيّين وآتى المال على حُبّه ذوي القربى واليتامى والمساكين وابن السبيل والسائلين وفي الرقاب وأقامَ الصلاة وآتى الزكاة والموفون بعهدهم إذا عاهدوا والصابرين في البأساء والضراء وحين البأس} في سورة [البقرة: 177].
(فالبرّ هو الوفاء بما جاء به الإسلام ممَّا يعرض للمرء في أفعاله، وقد جمع الله بينه وبين التَّقوى في قوله: {وتعاونوا على البِر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان} [المائدة: 2] فقابل البرّ بالإثم كما في قول النبي صلى الله عليه وسلم في حديث النّواس بن سِمْعان المتقدّم آنفًا.
وقوله: {وما تنفقوا من شيء فإن الله به عليم} تَذْييل قُصد به تعميم أنواع الإنفاق، وتبيين أنّ الله لا يخفى عليه شيء من مقاصد المنفقين، وقد يكون الشيء القليل نفيسًا بحسب حال صاحبه كما قال تعالى: {والذين لا يجدون إلاّ جهدهم} [التوبة: 79].
وقوله: {فإن الله به عليم} مراد به صريحه أي يطّلع على مقدار وقعه ممَّا رغَّب فيه، ومرَاد به الكناية عن الجزاء عليه. اهـ. بتصرف يسير.